Web Hits مقالات مركز الإسلام | موقع مختص بالتعرف بالإسلام وتعليم مبادئ الدين الحنيف ( عقيدة - صلاة - زكاة - صوم - حج - عمرة - السيرة النبوية ) على ما جاء في القرآن والسنه http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam.html Mon, 28 Dec 2020 11:15:15 +0000 Joomla! 1.5 - Open Source Content Management ar-dz مفتاح الإسلام http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/422-2012-12-26-16-03-41.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/422-2012-12-26-16-03-41.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

مفتاح الإسلام

«شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله».

الشهادتان: وهما مفتاح الإسلام، ولا يمكن الدخول إلى الإسلام إلا بهما. ومعناهما:

أولا- شهادة «لا إله إلا الله» تعني:

نفي حق العبادة عن كل ما عُبد من دون الله تعالى. أي: لا معبود بحق إلا الله لا شريك له.

ثانيا- شهادة «محمد رسول الله»:

هي الإقرار باللسان والاعتقاد الجازم بالقلب والإيمان أن محمد بن عبد الله هو مرسلٌ من عند الله، أنزل عليه كتابه وائتمنه على دينه وكلفه بتبليغ رسالته؛ من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، وأن الله قد عصمه من الزلل في تبليغه لهذه الرسالة وجعل طاعته طاعةً له سبحانه فقال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]، ونهانا عن مخالفة أمره فقال: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14].

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Wed, 26 Dec 2012 16:03:25 +0000
شروط الإسلام ونواقضه العشرة http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/421-2012-12-26-15-53-44.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/421-2012-12-26-15-53-44.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

شروط الإسلام ونواقضه العشرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاعلم أخي المسلم؛ رحمنا الله وإياك:

أن الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها هي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمدًا –صلى الله عليه وسلم-.

ربنا: هو الله جل جلاله رب العالمين الذي خلقنا وخلق جميع المخلوقات ورزقهم، وربانا وربي جميع العالمين بنعمته وهو معبودنا، ليس لنا معبودٌ سواهُ، وهو الإله الحق ولا إله غيره، وكل معبود سواه باطل.

ديننا: الإسلام؛ هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.

نبينا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل على نبينا وعليهما الصلاة والسلام.

وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسول الله إلى الناس أجمعين، وهو خير الخلائق وأفضلهم وأكرمهم على الله تعالى وأعلاهم درجة وأقربهم إلى الله وسيلة. وهو المبعوث إلى الثقلين بالحق والهدى بعثه الله رحمة للعالمين، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

وإذا عرفت هذا أخي الحبيب، فاعلم أن أصل الدين وقاعدته أمران:

الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والحرص على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.

الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Wed, 26 Dec 2012 15:52:47 +0000
العبادة: مفهومها ومبطلاتها http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/420-2012-12-26-15-44-17.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/420-2012-12-26-15-44-17.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

العبادة: مفهومها ومبطلاتها

الحمد الله الذي خلق الخلق للطاعة والعبادة، أحمده سبحانه وأشكره، يسر أسباب السعادة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد المؤمنين الحسنى وزيادة , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله حث على كل خير وحذر من الضلال والغواية صلى الله عليه صلاةً دائمةً إلى يوم القيامة.

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله. قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) آل عمران:102. حجاج بيت الله لقد تشرفت هذه البلاد بخدمتكم، كيف لا وأنتم وفد الرحمن، وكم سهرت من أعين، وكم بُذلت من جهود، وكم أُنفق من أموال. نسأل الله أن يبارك في جهود المخلصين ويكتب لهم الأجر الجزيل والثواب العظيم.

اشكروا الله على ما حباكم من نعمة الإسلام والتوفيق للحج إلى بيته الحرام. قال أحد السلف: "إن الله عز وجل أنعم على عباده، وكلّفهم الشكر بقدر طاقتهم". شكرٌ وإن قلَّ، ثمنٌ لكل نوالٍ وإن جل، فإذا لم يشكر المرء فقد عرّض النعمة للزوال ووسمها بسِمة الإقلال.

إن نفس المؤمن لا تستكين، وهمته لا تلين، وكلما سكنت نفسه أحدث لها نشاطًا وقال لها: يا نفسُ، أبشري فقد قُرب المنزل ودنا التلاقي فلا تنقطعي في الطريق دون الوصول، فيحال بينك وبين منازل الأحبة.

وحين سئل نافع- رحمه الله - عما يفعله ابن عمر رضي الله عنهما في منزله قال: "الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما". يقول الحسن البصري رحمه الله واصفًا اجتهاد السلف في العبادة: "لقد أدركت أقوامًا وصحبت طوائف فما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يحزنون على شيء أدبر، وكانت في أعينهم أهون من التراب الذي يطأون عليه، وكانوا عاملين بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم. كانوا إذا جن الليل قاموا على أقدامهم وافترشوا وجوههم وجرت دموعهم على خدودهم".وكان ابن عمر إذا فاتته صلاة الجماعة صام يومًا وأحيا ليلةً وأعتق رقبة.. وقالت فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: ما رأيت أحدًا أكثر صلاة ولا صيامًا منه، ولا أحدًا أشد طرقًا منه، كان يصلي العشاء ثم يجلس يذكر الله حتى تغلبه عيناه ثم ينتبه. ولقد كان يكون على الفراش فيذكر الشيء من أمور الآخرة فينتفض كما ينتفض العصفور من الماء ويجلسُ يبكي، فأطرحُ عليه اللحاف.

وعن وكيع قال: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنةً لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه أكثر من ستين سنة فما رأيتهُ يقضي ركعة. وقال سلمان بن حمزة المقدسي: لم أصلِّ الفريضة قطُّ منفردًا إلا مرتين وكأني لم أصلها قطّ، مع أنه قارب التسعين حين مات، رحمهم الله تعالى.

إخوة الإسلام، هذه نماذج خاطفة وإشارات عابرة لأناس امتلأت قلوبهم من محبة الله، فقرّت أعينهم وسكنت نفوسهم واطمأنت جوارحهم، فصارت خطرات المحبة مكان خطرات المعصية، وإرادة التقرب إليه مكان إرادة معاصيه، وحركات اللسان والجوارح بالطاعات مكان حركاتها بالمعاصي.

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تغلغل وترسخ حب العبادة في قلبه، وأعظم مظهر لعبادته أنه كان مسلمًا وجهه لله في جميع الحالات,كان يخشى الله في جميع أحواله ويذكره دائمًا ويستغفره فيقول: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) أخرجه البخاري.

كان يتعبد الله في الليل ويصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يقوم مصليًا حتى تنتفخ قدماه فيقال له: يا رسول الله، تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا)) أخرجه البخاري ومسلم.

كان صلى الله عليه وسلم ـ بأبي هو وأمي ـ يصوم ويتصدق، فيعطي غنمًا بين جبلين.

والعجب كل العجب عباد الله في عبادته صلى الله عليه وسلم ذلك الجمع الغريب بين أرقى مراتب التعبد وبين القيام بقيادة أمته، يقول: ((أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)) أخرجه البخاري.

قال ابن تيمية رحمه الله: "القلب لا يَصلُحُ ولا يُفلِح، ولا ينعمُ ولا يُسر، ولا يمتد ولا يضيق، ولا يسكن ولا يطمئن؛ إلا بعبادة ربه وحده، ولو حصّل كل ما يرتد به من المخلوقات, لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه بالفطرة فهو معبوده ومحبوبه ومقصوده". انتهى كلامه.

حجاج بيت الله، أعظم أنواع العبادة أداءُ مافرضه الله وتجنب ماحرّمه الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه)) أخرجه البخاري.

لما كانت حياة السلف كلها عبادة، تزاحمت بينهم العبادات، بم يبدؤون؟ وماذا يُقدِّمون؟ فأجاب العالم الرباني ابن القيم رحمه الله تعالى: "إن أفضل الأعمال أحبها إلى الله وأرضاها له عز وجل في ذلك الوقت. ثم يفصّلُ قائلاً: فالأفضل في وقت حلول الضيف القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب, وكذا في أداء حقوق الزوجة، والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر، والأفضل في أوقات الأذان ترك ما هو فيه من ورد والاشتغال بإجابة المؤذن , والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في إقامتها والمبادرة إليها, والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج الاشتغال بمساعدته وإغاثة لهفته وإيثار ذلك على أورادك وخلواتك، والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلوتك، والأفضل في وقت نزول النوازل وإيتاء الناس لك أداءُ واجب الصبر مع خلطتك بهم وعدم هربك منهم. ثم يقول رحمه الله: ولا يزال العبد متنقلاً بين منازل العبودية، إن رأيت العلماء رأيته معهم، وإن رأيت العباد رأيته معهم, وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم, وإن رأيت المتصدقين رأيته معهم، يسير على مراد ربه ولو كانت راحةُ نفسه ولذتها في سواه". انتهى كلامه رحمه الله.

قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) ق:56. تتضمن الآية حقيقةً عظيمة هي أننا لم نخلق إلا للعبادة، ولا يقبل الله إلا أن نقضي حياتنا في العبادة، فالصلاة والصوم والزكاة والحج عبادة، وصدق الحديث وأداء الأمانة عبادة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والإحسان للجار واليتيم والدعاء والذكر والقراءة عبادة، حب الله ورسوله والإنابةُ إليه عبادة، الصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه كل ذلك عبادة .

إن ما أصاب المسلمين في تاريخهم الطويل وما يصيبنا اليوم من المصائب الكثيرة إنما هو بسب الانحراف في مفهوم العبادة، وتطبيق شرطي العبادة: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فترك الإخلاص نتج عنه صرف العبادة التي هي لله وحده إلى غيره من الخلق الفقراء ولوكانوا أنبياء أو ملائكةً أو أولياء , يتوسلون بالصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى.

والانحراف في المتابعة نتج عنه ظهور ألوان من العبادة لم يأذن بها الله ولم يشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته على هيئات وصور وأوراد وأشكال مبتدعة سواءً أكانت في كيفيتها أو كمها أو هيئتها أو طريقة أدائها أو تمامها أو مكانها، هذه كلها مردودة على أصحابها لأنها تشريع لم يأذن به الله.

حصر بعض الناس العبادة بالشعائر التعبدية فقط , فحين يعبد ينقطع عن العمل، وحين يعمل ينقطع عن العبادة , هذا هو المفهوم السائد، ولسان مقالهم أوحالهم يردد المقولة الجاهلية: ما للدين وحجاب المرأة وعملها؟ ما للدين وسلوكنا الشخصي؟ ما للإسلام وزي المرأة؟ ما للدين والمعاملات الربوية؟ والمقصود عزل الدين عن الحياة وأسره وحصره بين جدران المسجد، لذا تجد بعض المسلمين مصليًا صائماَ قارئًا للقرآن ثم لا يتورع أن يغش أو يرابي أو يظلم, وتجد المرأة المصلية الصائمة ثم لا تتورع أن تخالف الشرع بسفور أو اختلاط أو زينة محرمة.

حجاج بيت الله، الأعمال الحيوية التي تميل لها النفس تزهو بالنية الصالحة وتصلح لتكون عبادة، وكذا المباحات تستقر في صحيفة أعمالك طاعات, فالزارع في حقله، والعامل في مصنعه، والتاجر في متجره، والموظف في وظيفته، وكل ذي حرفة في حرفته يستطيع أن يجعل من عمله عبادة, وحين يكون العمل عبادة فلن يلوثه صاحبه بالخيانة ويفسده بالغش ويسوّد صفاءه بالكذب والخديعة وأكل أموال الناس بالباطل.

هذا هو المفهوم الواسع للعبادة، يجعل المسلم ينبوعًا يفيض بالخير والرحمة يتدفق بالنفع والبركة، فتنشط همته وتقوى عزيمته للعبادة ونصرة الأمة، فيمسح دمعة محزون ويخفف كربة مكروب ويضمد جراح منكوب، وهو يستشعر في هذا العمل معنى العبادة، كذا يسد رمق محروم ويشد أزر مظلوم ويقيل عثرة مغلول ويقضي دين غارم مثقل، يعين حائرًا، يعلم جاهلاً, يدفع شرًا عن مخلوق أو أذى عن طريق وهو يستشعر في ذلك كله معنى العبادة.

إنك تستطيع -أخي المسلم- في اليوم الواحد أن تضع لبنةً صالحة في بناء الأمة، وتضيف إلى ميزان عبادتك وحسناتك أعمالاً عظيمة لها ثقلها وقيمتها في ميزان الآخرة، وإن بدت عندك هينة خفيفة في الميزان.

واستمع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى يا رسول الله, قال: إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة)) أخرجه أبو داود. ويقول أيضًا: ((من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه منادٍ: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً)). ويروي مسلمٌ في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي في طريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له)). وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق)).

إن انحصار العمل الصالح في عبادات خاصة جعل بعض طلاب التقوى يشغلون أوقاتهم بتكرير أعمال محدودة، كأنهم لا يرون غيرها وسيلة إلى مرضاة الله وتركوا عمارة الأرض.

حجاج بيت الله، اتقوا الله واحذروا ما يبطل العبادة أو يُذهب ثوابها:

ومن ذلك الشرك بالله عز وجل، ومنه الرياء والسمعة، قال تعالى: (وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) الأنعام:88.

ومن ذلك الإحداث في الدين، قال صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).

ومن ذلك ظلم الناس والتعدي عليهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم فقد جاء في الحديث: ((إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار)) أخرجه مسلم.

ومن ذلك بعض الكلمات الخبيثة التي ينطق بها الإنسان من غير تفكير في عواقبها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأسًا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفًا)) أخرجه ابن ماجه، وحدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: ((من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عمله)) أخرجه مسلم.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأُنحيّن هذا عن المسلمين لا يؤذيهم, فأُدخل الجنة)).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد الله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

إخوة الإسلام: إن عبودية الله تقتضي شغل جميع الجوارح والأحاسيس في طاعة الله وامتثال أمره فيتعبد الله بترك ما يحرم استماعه من كلام أهل الكفر والإلحاد , ويتعبد الله بحفظ البصر عن النظر إلى ما حرم الله ويستعمله في النظر المشروع كالنظر في المصحف وكتب العلم، ويتعبد الله تعبدًا صحيحًا بجارحة اللسان، وذلك بإشغاله دائمًا بذكر الله وما والاه من الكلم الطيب، ويحفظه عن فضول الكلام مبتعدًا عن قول الزور واللّمز والاغتياب، وينشغل عن ذلك بالكلم الطيب من الذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس، ويتعبد الله سبحانه وتعالى بجارحتي اليدين والرجلين فلا يبطش بيديه إلا لله، وفي الله، حسب مرضات الله، ويلاحظ التزام عبودية الله في رجليه حاصرًا مشيه بهما في طاعته ومرضاته، فيسعى بهما إلى إقامة الصلاة في الجمع والجماعات والتكسب للقيام بالواجب، كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذالِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام:162-163.

ألا وصلّوا عباد الله على رسول الهدى , فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا) الأحزاب:56.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الآل والصحب الكرام وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين , اللهم أعز الإسلام والمسلمين , وأذل الشرك والمشركين ودمّر اللهم أعداءك أعداء الدين من الكفرة والملحدين, واجعل اللهم هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين, اللهم احفظ حجاج بيتك الحرام وجنّبهم الشرور والآثام , اللهم ردهم إلى ديارهم سالمين, اللهم اجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا وعملاً صالحًا متقبلاً مبرورًا يا رب العالمين.

اللهم انصر من نصر الدين واخذل اللهم من خذل الإسلام والمسلمين، اللهم أعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا , واهدنا ويسر الهدى لنا

اللهم اجعلنا لك شاكرين  لك ذاكرين لك مخبتين لك أوابين منيبين.

اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. 

اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

اللهم وفق إمامنا إلى ما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا رب العالمين.

(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من  الخاسرين).

(ربنا آتتا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)

(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) , فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Wed, 26 Dec 2012 15:43:43 +0000
تعرف على الإسلام (2) http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/419--2.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/419--2.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

                                  تعرف على الإسلام (2)

ثانياً: الشهادة بأن محمداً رسول الله:

حتى تقوم حجة الله على خلقه أرسل الله الرسل، وختمهم بمحمد  –صلى الله عليه وسلم-، وجعله رسوله إلى العالمين ﴿وما أرسلناك إلا كافةً للناس بشيراً ونذيراً ﴾ (سبأ: 28)، فهي مزيته  –صلى الله عليه وسلم- على سائر إخوانه من الأنبياء ((كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة)).([1])

والنبي  –صلى الله عليه وسلم- هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي، ولد يتيماً بمكة المكرمة عام 571م، ونشأ فيها، وحين بلغ الأربعين من العمر آتاه الله النبوة، حين نزل عليه الملاك جبريل بالوحي وهو في غار حراء شرق مكة المكرمة، فدعا قومه إلى الإسلام، فآمن به رهط قليل، وامتنع عن الإيمان به سادة قبيلته (قريش) الذين خافوا من ذهاب زعامتهم وزوال امتيازاتهم، فكذبوه وآذوه، وعذبوا بعضاً من أصحابه بأشد أنواع النكال والعذاب، بل قتلوا بعضهم، رضوان الله على الجميع.

فهاجر النبي  –صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون معه إلى يثرب (المدينة المنورة)، وأقام فيها المجتمع الإسلامي الممتثل بهدي الله، وكان أول ما صنعه النبي  –صلى الله عليه وسلم- فيها أن بنى مسجده فيها وآخى بين المسلمين بآصرة العقيدة على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، ثم عقد مع يهود المدينة معاهدة للتعايش المشترك الآمن والتعاضد على حماية المدينة.

وفي المدينة المنورة دعا النبي  –صلى الله عليه وسلم- العرب والعجم إلى الإيمان به، فأرسل الرسل إلى ملوك الأرض وحكامها يشرح لهم مبادئ دينهم، فآمن به بعضهم، وناوأه غيرهم، وأرسلوا إليه الجيوش، فقاتل  –صلى الله عليه وسلم- من عاداه وأعاق دعوته، حتى نصره الله بنصره، وقبل أن يغادر النبي  –صلى الله عليه وسلم- الدنيا عام 633م أقر الله عينيه بانتشار الإسلام في سائر الجزيرة العربية.

وقد أيد الله النبيَّ  –صلى الله عليه وسلم- بما يشهد على نبوته من دلائل وبراهين، كما أُيد بذلك من سبقه من إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وخصه الله عنهم بدليل ساطع يدوم بدوام رسالته  –صلى الله عليه وسلم-، فلا تنقضي دلالته بتقادم الأزمان، ولا تبلى بتصرم الأيام، وهو القرآن العظيم، الكتاب المعجِز الذي بهر العالمين، وعجز عن الإتيان بمثله الأولون، ولن يأتي بسورة من مثله الآخرون ﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً﴾ (الإسراء: 88) ، يقول  –صلى الله عليه وسلم-: ((ما من الأنبياء من نبي، إلا قد أُعطي من الآيات، ما مثلُه آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيتُ وحياً أَوحى اللهُ إليّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعاً يوم القيامة)).([2])

 فقد حوى القرآن من العلوم ما حير بأسبقيته وعمقه العلماء، كيف لا وقد أنزله الله العليم بكل شيء ﴿ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً﴾ (النساء: 166).

فقد سبق القرآن العلم الحديث إلى وصف نشأة الخلق في الماضي السحيق، حين أشار إلى ما يسميه العلماء اليوم بنظرية الانفجار الكبير (bang Big)، فقال تعالى: ﴿ثم استوى إلى السماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ﴾ (فصلت: 11)، وقال تعالى: ﴿أولم يرَ الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي أفلا يؤمنون﴾ (الأنبياء: 30).

كما تحدث القرآن عن اتساع الكون وتمدده في قوله تعالى: ﴿والسماء بنيناها بأييدٍ وإنا لموسعون﴾ (الذاريات: 47)، وذكر دوران الشمس والقمر والأرض في أفلاك مستديرة ﴿والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم (38) والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (39) لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلكٍ يسبحون(40)﴾ (سورة يس: 38-40)، فهذه الأخبار وغيرها علوم دقيقة لم تعرفها البشرية قبله ولا بعده إلا في أواسط القرن المنصرم.

ومما يبهر العقول من أخبار القرآن التي سبق فيها العلم الحديث؛ إخباره بمراحل تطور الجنين في بطن أمه وصور تخلقه: ﴿يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من ترابٍ ثم من نطفةٍ ثم من علقةٍ ثم من مضغة مخلقةٍ وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجلٍ مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج ﴾ (الحج: 5).

إن هذا الوصف الدقيق لمراحل الجنين أذهل البرفسور مارشال جونسون رئيس قسم التشريح ومدير معهد دانيال بجامعة توماس جيفرسون بفلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، فقال: "إنني كعالم أستطيع فقط أن أتعامل مع أشياء أستطيع أن أراها بالتحديد، أستطيع أن أفهم علم الأجنة وتطور علم الأحياء، أستطيع أن أفهم الكلمات التي تترجم لي من القرآن .. إنني لا أرى شيئاً، لا أرى سبباً، لا أرى دليلاً على حقيقة تفند مفهوم هذا الفرد محمد  –صلى الله عليه وسلم- الذي لابُد وأنه يتلقى هذه المعلومات من مكان ما، ولذلك إنني لا أرى شيئاً يتضارب مع مفهوم: أن التدخل الإلهي كان مشمولاً فيما كان باستطاعته أن يبلغه".

ويضيف البرفسور كيـث ل مور مؤلف الكتاب الشهير "أطوار خلق الإنسان" (The Developing Human) الذي يعتبر مرجعاً معتمداً في كليات الطب العالمية: "يتضح لي أن هذه الأدلة حتماً جاءت لمحمد من عند الله، لأن كل هذه المعلومات لم تكشف إلا حديثاً وبعد قرون عدة، وهذا يثبت لي أن محمداً رسول الله".([3])

﴿قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً﴾ (الفرقان: 6).

وهكذا فإن هذه الأخبار الغيبية العلمية - وغيرها مما يطول الحديث بذكره - دليل الله الساطع على نبوة النبي  –صلى الله عليه وسلم- ، فمثل هذه العلوم يستحيل تحصيلها في تلك الأزمنة ، وخاصة من رجل أميّ نشأ في بيئة جاهلة ﴿ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد﴾ (سبأ: 6).

ومما يشهد له بالنبوة  –صلى الله عليه وسلم- ما أوتيه من حسن سيرة وخلق عظيم ، فقد وصفه ربه تبارك وتعالى: ﴿وإنك لعلى خلقٍ عظيمٍ﴾ (القلم: 4)، وقد غلب لقبه (الصادق الأمين) على اسمه، فصار علماً عليه بين أهل مكة، لذا قال ملكُ الروم هرقل لأبي سفيان عدو النبي  –صلى الله عليه وسلم- حينذاك: "أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله .. يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف .. فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدميَّ هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلُص إليه لتجشمتُ لقاءه، ولو كنتُ عنده لغسلتُ عن قدمه".([4])

إن مدعيي النبوة إنما ينتحلونها سعياً وراء الكسب الدنيوي الرخيص، سواء أكان هذا الكسب مالاً يسابقون إلى جمعه ليستمتعوا به أو ليورثوه إلى أهليهم من بعدهم، أم كان جاهاً بين الناس يرفع من قدرهم، فيشار لهم بالبنان، ويوسع لهم في المجالس....

فهل كان النبي–صلى الله عليه وسلم- من هذا الصنف أو ذاك؟

إن نظرة سريعة على سمته  –صلى الله عليه وسلم- تكشف لنا ما كان عليه النبي محمد  –صلى الله عليه وسلم- من تواضع وزهد في الدنيا جمعهما النبي  –صلى الله عليه وسلم- ، فأوضح خلالهما نبل أخلاقه وطهر سلوكه، بل ودلل على نبوته ورسالته.

ومن زهده  –صلى الله عليه وسلم- أنه: (ما ترك عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمَة ولا شيئاً؛ إلا بغلتَه البيضاء وسلاحَه، وأرضاً جعلها صدقة).([5])

وهذه الأرض هي أرض فدك التي منعها خليفة النبي  –صلى الله عليه وسلم- أبو بكر الصديق من ورثته، وقال لهم: إن رسول الله  –صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا نورث، ما تركنا صدقة))، وأضاف الصديق: "لست تاركاً شيئاً كان رسول الله  –صلى الله عليه وسلم- يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ".([6])

إن الذي تركه النبي  –صلى الله عليه وسلم- ليس ميراثاً يغتنون به من بعده، بل دَيْناً يؤدونه من بعده، فقد مات  –صلى الله عليه وسلم- ، ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير.([7])

لقد كان  –صلى الله عليه وسلم- يحذر أن يغادر الدنيا وقد أخذ منها مغنماً ، إذ تذكر زوجته عائشة رضي الله عنها أنه كان في بيتها بعضُ قطعٍ من ذهب، فقال لها رسول الله  –صلى الله عليه وسلم-: ((ما فعلتْ الذهبُ .. ما ظن محمد بالله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده؟ أنفقيها)).([8])

وليس تعففه  –صلى الله عليه وسلم- عن شهوة الجاه بأقل من تعففه عن شهوة المال، فقد قال له رجل: يا سيدَنا وابنَ سيدِنا، ويا خيرَنا وابنَ خيرِنا. فقال عليه الصلاة والسلام: ((يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بنُ عبدِ الله، عبدُ الله ورسولُه، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل)).([9])

وكان  –صلى الله عليه وسلم- يمقت كل مظاهر الكِبْر والترفع على الناس، ومنه كراهيته أن يقوم له أصحابُه إذا دخل المجلس، يقول صاحبه أنس بن مالك: (ما كان شخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله  –صلى الله عليه وسلم- ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا؛ لِما يعلمون من كراهيته لذلك).([10])

إنه رسول تتلألأ عليه صفات الكمال الإنساني، أتاه رجل فجعلت فرائصُه ترْعَد، فقال له  –صلى الله عليه وسلم-: ((هون عليك، فإني لست بملِكٍ، إنما أنا ابن امرأةٍ تأكل القديد)). ([11])

وتحكي زوجه عائشة رضي الله عنها عن حاله داخل بيته، فتكشف لنا أن تواضعه  –صلى الله عليه وسلم- ليس خلقاً يتزين به أمام الناس، بل خَلَّة شريفة لم تفارقه، فقد سُئلت : ما كان  –صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته؟ فقالت: (كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)، وفي رواية: (كان بشراً من البشر، يَفْلي ثوبه، ويحلِب شاته، ويخدِمُ نفسَه).([12])

وأما صاحبه ابن مسعود، فيحكي عن تناوب النبي  –صلى الله عليه وسلم- على الراحلة - وهو منطلق إلى بدر – مع اثنين من أصحابه، وكانا يودان لو بقي النبي على الراحلة، وأنهما يمشيان عنه، لكنه  –صلى الله عليه وسلم- كان يقول لهما: ((ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكُما)). ([13])

وهنا نسأل: ماذا أفاده دعواه النبوة من متاع الدنيا؟ أفهكذا يصنع الأدعياء؟!

وإن من دلائل نبوته  –صلى الله عليه وسلم- ما آتاه الله من المعجزات الحسية التي خرق الله فيها لنبيه نواميس الكون إظهاراً لنبوته، وقد فاقت هذه المعجزات في عددها الألف، منها أن الله أطعم ببركته يوم الخندق زهاء ألف رجل من بهيمة واحدة وجِراب فيه صاعٌ من شعير لا يربو وزنه على ثلاث كيلوات.([14])

 كما تفجر الماء من بين أصابعه، حتى سقى الله من يديه الجموع الكثيرة من أصحابه.([15])

وشفى الله على يديه المرضى، ومنهم محمد بن حاطب، فقد انكفأ على ذراعه قدر ماء يغلي، فتفل النبي  –صلى الله عليه وسلم- في فيه، ومسح على رأسه، ودعا له، فقام صحيحاً ما به بأس ولا علة([16]) ، وكذلك مسح على رجل عبد الله بن عتيك الأنصاري لما كُسرت، فقام من بين يديه وقد شفيت.([17])

ومما يشهد بالنبوة لمحمد –صلى الله عليه وسلم- بشارة الكتب السابقة به، فهذه الكتب رغم ما تعرضت له من تغيير وتبديل؛ فإنها ما تزال تحمل شهادات صادقة تدل على نبوة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-، ومن ذلك بشارة النبيين موسى وحبقوق به –صلى الله عليه وسلم-، حين بشرا بنبي قدوس طاهر يخرج من بلاد فاران، ففي سفر التثنية المنسوب إلى موسى عليه السلام أنه قال لبني إسرائيل قبيل وفاته: "جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران" (التثنية 33/2)، فقد أخبرهم عليه السلام بأنه كما جاءت رسالة الله إليه على جبل الطور في سيناء، فإن النبوة ستشرق من جبل سعير في وسط فلسطين، وذلك بنبوة عيسى عليه السلام، ثم ستتلألأ النبوة من فوق جبل فاران بنبي عظيم يخرج فيها.

 وأكد سفر النبي حبقوق البشارةَ بالنبي المبعوث في فاران، فقال: "والقدوس من جبل فاران، جلاله غطى السماوات، والأرض امتلأت من تسبيحه" (حبقوق 3/3)، فمن هو هذا العبد الطاهر ذو الهيبة الذي يخرج من فاران، وتمتلئ الأرض من تسبيحه وتسبيح أتباعه؟ وأين هي فاران التي تلألأت النبوة على جبلها؟

وحتى لا نتيه بعيداً نذكر أن اسم فاران تستخدمه التوراة في حديثها عن مكة المكرمة، فقد جاء في سفر التكوين أن إسماعيل عليه السلام نشأ وتربى في برية فاران، يقول السِّفر عن إسماعيل: " كان الله مع الغلام فكبر .. وسكن في برية فاران " (التكوين 21/21)، ففاران هي الحجاز التي لا تختلف المصادر التاريخية على نشأة إسماعيل في ربوعها.

وبهذا وأمثاله قامت حجة الله على خلقه في نبوة محمد –صلى الله عليه وسلم-.

والإقرار بنبوته –صلى الله عليه وسلم- يستلزم من المسلم الاعتراف باطناً وظاهراً أنه عبد الله ورسوله إلى الناس كافة، والعمل بمقتضى ذلك، بطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يُعبد الله إلا بما شرع، ﴿وأرسلناك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً ^ من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً﴾ (النساء: 79-80)، وقال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً﴾ (النساء: 59).

 ومن مقتضيات الإيمان به –صلى الله عليه وسلم- التأسي بهديه وسلوكه وأخلاقه –صلى الله عليه وسلم- ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً﴾ (الأحزاب: 21).



 ([1])أخرجه البخاري ح (438)، ومسلم ح (521).

([2]) أخرجه البخاري ح (4981)، ومسلم ح (152) واللفظ له.

 ([3])إنه الحق، هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي (ص 49، 51-52، 81، 116-120).

 ([4])أخرجه البخاري ح (7)، ومسلم ح (1773).

 ([5])أخرجه البخاري ح (2739).

([6]) أخرجه البخاري ح (3093)، ومسلم ح (1757).

([7]) أخرجه أحمد ح (2719).

([8]) أخرجه أحمد ح (24964).

 ([9])أخرجه أحمد ح (12141).

 ([10])أخرجه أحمد ح (11936)، والترمذي ح (2754)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

 ([11])أخرجه ابن ماجه ح (3312)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ح (2677) والقديد هو اللحم المجفف.

([12]) أخرجه البخاري ح (676)، وأحمد ح (25662)

 ([13])أخرجه أحمد ح (3769).

([14]) انظره في البخاري ح (4102)، ومسلم ح (2039).

 ([15])انظره البخاري ح (169)، ومسلم ح (2279).

 ([16])انظره في مسند أحمد ح (15027).

 ([17])انظره في البخاري ح (4039).

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Wed, 26 Dec 2012 08:13:44 +0000
تعرف على الإسلام (1) http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/418--1.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/418--1.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

تعرف على الإسلام (1)

 الإسلام وأركانه:

وقبل الشروع في تبيان حقائق الإسلام وأركانه؛ فإن من الواجب أن نتحدث عن اسم (الإسلام).

لفظة الإسلام في اللغة مصدره من أسلم يسلم، ومنه السلامة والسلام.

وحين نتحدث في هذه الدراسة عن الإسلام، فإنا نعني الدين الذي أنزله على نبيه محمد –صلى الله عليه وسلم-، وسماه بذلك لما تضمنه من الدعوة إلى الاستسلام لله وحده والانقياد والخضوع له بالطاعة .

 وهذا الاسم لا يستمد اسمه من اسم نبي أو وطن، بل مشتق من خصيصته الأساس التي لم تفارقه في طور من أطواره طوال تاريخ الإنسانية، فهو الاستسلام لله تبارك وتعالى وحده دون سواه.

والإسلام هو دين الله الذي أنزله على جميع الأنبياء، فقد دعوا جميعاً إلى أصول واحدة، تقوم على توحيد الله وتعظيمه وعبادته والاستسلام لأوامره والخضوع لأحكامه والدعوة إلى حراسة فضائل الأخلاق والارتقاء بالسلوك الإنساني.

وأما ما نجده اليوم من تباعد واختلاف بين أتباع الأديان؛ فسببه اندراس الحق وما مرج في رسالات الله السابقة من الباطل.

 وقد أطلق الله هذا الاسم الشريف (الإسلام) على المؤمنين في كل حين، كما قال تعالى: ﴿هو سماكم المسلمين من قبل﴾ (الحج: 78)، لأن المسلم - المؤمن بأي نبي من أنبياء الله - يمتثل حقيقة الإسلام، فيستسلم لله، وينقاد له بالطاعة، ويقف عند حدوده وشرائعه.

فأبو الأنبياء نوح عليه السلام يقول لقومه: ﴿وأمرت أن أكون من المسلمين﴾ (يونس: 72).

 وما فتئ إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام يدعوان الله أن يجعلهما من المسلمين: ﴿ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك﴾ (البقرة: 128).

وقبيل وفاة يعقوب عليه السلام جمع أبناءه، وأوصاهم بالاستمساك بملة إبراهيم الحنيف المسلم ﴿إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (131) ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون(132) أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون (133) (البقرة:131- 133).

 كما طلب موسى عليه السلام من قومه الإذعان لمقتضيات الإسلام الذي دخلوا فيه، فقال: ﴿ يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين(يونس : 84)، فاستجاب لندائه سحرة فرعون وقالوا: ﴿ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين (الأعراف: 126).

 وبمثل هذا دعا يوسف عليه السلام ربه حين طلب من الله أن يميته ويحشره مع المسلمين الصالحين: ﴿توفني مسلماً وألحقني بالصالحين (يوسف: 101).

 ولما دخلت ملكة سبأ بلاط سليمان، ورأت علامات نبوته؛ نادت بنداء الإيمان فقالت: ﴿رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين (النمل: 44).

وقد أوضح خاتم النبيين محمد  –صلى الله عليه وسلم- وحدة دين الأنبياء فقال: ((أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعَلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد)).([1])

وهكذا فإن دين الأنبياء جميعاً واحد، بني على أساس واحد يدعو إلى توحيد الله وإفراده وحده بالعبادة، والاستسلام لأوامره، فهو الإسلام دين الله تعالى: ﴿ إن الدين عند الله الإسلام (آل عمران: 19)، وهو الدين الذي لا يقبل الله من الناس ديناً سواه ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران: 85).

وقد صدق الله إذ قال لنبيه  –صلى الله عليه وسلم- ﴿قل ما كنت بدعاً من الرسل (الأحقاف: 9) فأصول جميع ما أتى به النبي  –صلى الله عليه وسلم- قد سبقه إلى الإتيان بها إخوانه من الأنبياء ﴿إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوحٍ والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبوراً﴾ (النساء: 163).

أركان الإسلام:

إن الإسلام بنيان كبير يشمل الحياة الإنسانية برُمتِّها، وهو يقوم على أركان خمسة، ويوضحها النبي  –صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)).([2])

وسوف نمضي سراعاً مع هذه الأركان ومقاصدها، ونتجاوز تفصيلاتها وأحكامها التي يمكن للقارئ أن يطلع عليها في مظانها من كتب التوحيد والفقه.

الركن الأول: الشهادة لله بالتوحيد، ولرسوله محمد  –صلى الله عليه وسلم- بالرسالة

أولاً : الشهادة لله بالتوحيد:

إن أهم مسألة توافق الأنبياء على الدعوة إليها وتعريف الناس بها؛ هي الشهادة لله رب العالمين بالوحدانية، والتعريف بصفات الإله العظيم الذي أبدع الكون وخلقه على هذا النسق المذهل العجيب، ومن ثم التأكيد على استحقاقه وحده للعبادة دون سواه.

وبداية؛ فإن مسألة إثبات وجود الله لم تشغل حيزاً كبيراً في القرآن الكريم، ذلك أنها قضية بدهية وحقيقة يجدها المسلم وغيره في أعماق كيانه، فكل شيء في هذا الكون المحيط بنا يدعونا – ضرورة - للاعتقاد الجازم بوجود خالق حكيم مدبر متصف بصفات الكمال، فكل مخلوق حولنا هو في حقيقته شهادة لله على وجوده، بل على عظمته وكماله.

إن البشرية لم تنكر يوماً وجود هذا الإله -وإن اختلفت في تسميته ووصفه - ، فقد اتفقت معتقداتها على وجود خالق مبدع للكون، سماه البعض بواجب الوجود الذي أوجد هذه الممكنات جميعاً.

وحتى ما يسمى بالمذاهب المادية الإلحادية هي في حقيقتها لا تنكر وجود هذه القوة الإلهية التي نسجت الكون وفق قوانين محكمة، بيد أنها هربت من الاسم الذي تدعيه الكنيسة لهذه القوة العظيمة (الله)، ونسبتها إلى تسمية مبتدعة تفتقر إلى الوضوح (الطبيعة وقوانينها)، فاسم الطبيعة لا يدل على شيء محدد، إذ لا يمكن أن يفهم منه أن الإنسان الأول خلق نفسه وهو أحد مكونات الطبيعة، ولا أن ما نراه من بحار زاخرة قد أبدعت نفسها في زمن ما، بينما عمدت الطيور والحيوانات إلى إنتاج الأجناس الحيوانية الأولى، بل وحتى المخلوقات الأبسط كالبكتيريا لا تستطيع أن تهب نفسها وقود الحياة الذي يدبُّ فيها.

إن أحداً لا يخالف في أن هذا الكون من خلق وإبداع خالق عظيم حكيم، هو ربنا ﴿الأعلى(1) الذي خلق فسوى(2) والذي قدر فهدى(3)﴾ (الأعلى: 1-3)، ولو صدقوا في تسميته لأسموه خالق الطبيعة ومدبر شؤونها ﴿أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون (35) أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون (36) أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون(37)﴾ (الطور: 35-37).

ولما سمع الصحابي جبير بن مطعم هذه الآية قال: (كاد قلبي أن يطير).([3])

إن الإلحاد المتمثل في إنكار الخالق شذوذ يستبشعه العقل البشري وتأباه الفطرة السوية، فما الإنسان بخالق نفسه، وإذا كان الإنسان الذي يتميز عن كل الموجودات بما يمتاز به من العقل والإرادة والتسخير عاجزاً عن خلق نفسه؛ فغيره من المخلوقات أعجز، لذا فلا مناص من التسليم بوجود الإله العظيم ، ففي كل زاوية من زوايا الكون آية تدل على وجوده، لا بل تشهد له بالكمال والجلال والعظمة.

وأهم ما توافق الأنبياء على الدعوة إليه؛ وحدانية الله وإفراده بالعباده دون سواه، فهو جوهر رسالاتهم جميعاً ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون﴾ (الأنبياء: 25).

وسجل القرآن الكريم مضمون هذه الدعوة على لسان عدد من الأنبياء، فهاهم رسل الله - نوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم - يقولون بلسان واحد: ﴿يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره﴾ (المؤمنون: 23)، (هود: 50، 60)، (الأعراف: 85).

وكما دعا الأنبياء إلى توحيد الله الواحد؛ فإنهم حذروا أقوامهم من الشرك - سواء أكان المعبود مع الله بشراً أم حجراً أم حيواناً أم ملاكاً - لأن الله أوحى إليهم جميعاً بذلك ﴿ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ^ بل الله فاعبد وكن من الشاكرين﴾ (الزمر: 65-66).

وكان المسيح عليه السلام من هؤلاء الأنبياء الذين حذروا أقوامهم من الشرك: ﴿وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ (المائدة: 72).

ولما كانت معرفة أسماء الله وصفاته تعجز عن التنبؤ بها العقول وتحار في إدراكها الأفهام وتختلف؛ فإن الله تبارك وتعالى - بمنِّه وفضله - خلّص البشرية من حيرتها، فعرّفها بأسمائه وصفاته حين بعث بوحيه أنبياءه وأنزل على العالمين كتبه، فكان أهم ما حملته النبوات إلى الإنسانية تعريفها بخالقها.

وقد ذكر الله في كتابه الأخير، القرآن الكريم، أن له تبارك وتعالى أسماء حسنى، غاية في الحسن والجلال والكمال ﴿الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى﴾ (طه: 8)، وهي تدل جميعها على ذات واحدة يدعوها المسلم في صلاته ودعائه ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ (الأعراف: 180).

ومن أسماء الله الحسنى ما جاء في قوله تعالى: ﴿هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم (22) هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون (23) هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم (24)﴾ (الحشر: 22-24).

وهذه الأسماء الإلهية مع دلالتها على الذات الإلهية فإنها تثبت لله تبارك وتعالى غاية ما تدل عليه من أوصاف الكمال والتنزيه ، فهو الملِك الذي لا نِدَّ له في ملكه، وهو الحكيم الذي لا يُدانى في حكمته، إنه الله العظيم الذي جلَّ عن النظير والمثيل والشبيه ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾ (الشورى: 11)، وهو الله الواحد الأحد ﴿ قل هو الله أحدٌ (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفواً أحدٌ ﴾ (سورة الإخلاص)، ﴿فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾ (النحل: 74).

إن الإيمان بالله الموصوف بصفات العظمة والكمال يهذب السلوك الإنساني، حين يستحضر معية الرب له، فيعلم باطلاع الرب عليه، وهو العليم المحيط القادر على كل شيء، فيستحي المؤمن به أن يراه ربه ومولاه على حال المعصية؛ وهو القوي ذو البأس والبطش الشديد، وأولى منه أن نعبده ونسعى في مراضيه، لنفوز بجنته وعظيم جزاء الرب العفو الغفور الكريم الودود.

وهكذا فالمؤمن يستقيم سلوكه خوفاً من الله وعقابه، وطمعاً في ثوابه وجزائه، وهذا هو حال المؤمنين الذين امتدحهم ربهم ﴿إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين﴾ (الأنبياء: 90).

إن المسلم حين يؤمن بالله الواحد الخالق الرازق الذي بيده مقادير الأمور؛ فإنه يلجأ إليه وحده في السراء والضراء، في الصغير من أموره والكبير، ليقينه بمعية الله تعالى للمؤمنين وقربه منهم وإطلاعه على سرائرهم وأعمالهم، وأنه تعالى وحده القدير الذي بيده مقاليد الأمور ﴿ إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون (82) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيءٍ وإليه ترجعون(83)﴾ (يس: 82-83)، وهو تبارك وتعالى الذي ﴿ له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيءٍ عليمٌ﴾ (الشورى: 12).

 فإذا نظر المرء إلى ما أولاه الله من نعمه وآلائه التي لا تحصى؛ فإنه يفيض قلبه بمحبته ﴿ والذين آمنوا أشد حباً لله ﴾ (البقرة: 165)، وكيف لا يحبه، والله العظيم قد سبق فأحب عباده المؤمنين الطائعين ﴿ إن الله يحب المحسنين ﴾ (البقرة: 195)، ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾ (البقرة: 222) ﴿ والله يحب الصابرين﴾ (آل عمران: 146) ﴿ إنه هو يبدئ ويعيد (13) وهو الغفور الودود (14)﴾ (البروج: 13-14).

وهذه المحبة لله تجعل المسلم معلق القلب بالله، يرجو رضاه، ومن أعظم ما يتطلع إليه المؤمن نوال الجنة دار الخلود التي أعدها الله لمن أحبه من عباده ﴿فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون﴾ (السجدة: 17).

ومحبة المسلم لربه تجعله يمتنع عن كل ما يغضب الرب الذي يحبه ، فيكره ما كرهه محبوبه، والله لا يكره ولا يمقت إلا السيء من القول والعمل والخلق ﴿إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً﴾ (النساء: 107) ﴿والله لا يحب المفسدين﴾ (المائدة: 64) ﴿ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾ (المائدة: 87).



 ([1])أخرجه البخاري ح (3443)، والإخوة لعَلات هم الإخوة من أب واحد، وأمهاتهم مختلفات.

([2]) أخرجه البخاري ح (8)، ومسلم ح (16).

([3]) أخرجه البخاري ح (4854).

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Wed, 26 Dec 2012 08:11:05 +0000
ما جاء به الإسلام من المساواة بين الناس في الحقوق http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/417-2012-12-25-17-09-38.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/417-2012-12-25-17-09-38.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

ما جاء به الإسلام من المساواة بين الناس في الحقوق

جاء الإسلام بالمساواة الصحيحة المستقيمة التي روحها العدل والرحمة والتكامل في الحقوق ساوى بين طبقات الخلق في العدل في كل شيء قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا} [النساء: 135] وقال –صلى الله عليه وسلم-: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء: فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» رواه مسلم وأوجب النصح لكل أحد قال –صلى الله عليه وسلم- «الدين النصيحة» ثلاثًا رواه مسلم.

وساوى بين طبقات العباد في الحقوق الواجبة عليهم تبعًا لقدرتهم واستطاعتهم قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] وقال تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ} [الطلاق: 7] {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7] {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

وساوى بينهم في وجوب إيتاء الحق الذي عليهم، وفي إيصال الحق إليهم، فكل من عليه حق عليه أن يؤتيه كاملاً بلا نقص ولا بخس ولا تطفيف، وكل من له حق على أحد أعانه على استخراجه بكل طريق ممن هو عليه.

كما ساوى بين المكلفين في إيجاب العبادات وتحريم المحرمات وكما ساوى بينهم في الفضل والثواب بحسب أعمالهم {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إلى قوله {أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].

وساوى بينهم بالتملكات المالية بجميع طرقها ووجوهها وبصحة التصرفات كلها وإطلاقها حيث اشتركوا في العقل والرشد.

وساوى بينهم بأن الرضا في المعاملات العوضية، والتبرعات والإحسان شرط لصحتها ونفوذها وأن من أكره منهم لا ينفذ له معاملة ولا يستقيم له تبرع.

وساوى بينهم في كل حق ديني ودنيوي، ولم يجعل لأحد منهم ميزة في نسب أو حسب أو مال أو حسن صورة إنما الميزة والتفضيل بالمعاني العالية في التقوى وتوابعها: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

وإنما التفاوت والتفاضل والتفضيل يكون بأسباب من كمال الدين التفضيل بها، كما فضل الذكر على الأنثى في الميراث، وجعل الرجال قوامين على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض، فإن الرجل عنده من الاستعدادات والتهيء للكمال والقوة على الأعمال ما ليس عند المرأة، وعليه من الواجبات النفسية والعائلية ما حسن تفضيله على المرأة، ولهذا علل ذلك بقوله تعالى: {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} فشكرهم على إنفاقهم على غيرهم وأعانهم على تلك النفقات بالتفضيلات المناسبة لها.

وهذا كما أوجب العبادات المالية كالزكوات والكفارات وغيرها على أرباب الأموال دون من ليس عنده مال، تعليقًا للحكم بعلته وسببه، وكما فرق بين الناس في مقدار الواجبات وأجناسها بحسب قدرتهم واستعدادهم وبهذا يعرف كمال حكمة الله وشمول رحمته وحسن أحكامه {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].

وما خالف هذه المساواة التي يتشدق بها المنحرفون بين الرجال والنساء وبين الأغنياء والفقراء، فإنها مادية ضارة لا يستقيم عليها دين ولا دنيا لخلوها من الدين، والروح الإنسانية الشريفة ومخالفتها لسنة الله التي لا تبديل لها ولا صلاح إلا بها، التي تكفل للآدميين كرامتهم وشرفهم وحقوقهم الدينية والمادية، وإذا أردت معرفة فساد ما خالفها فانظر إلى آثارها كيف انحلت منهم الأخلاق الجميلة وتبدلوا بها الأخلاق الرذيلة، وذهبت معها الرحمة والشفقة والنصح، وكيف كانت تسير بهم إلى الهلاك وهم يشعرون أو لا يشعرون.

ساروا مستصحبين الحرية المطلقة من جميع القيود، وهي عبارة عن حرية الشهوات البهيمية والسبعية، فلم يوقفهم عنها دين ولا أخلاق ولا مصلحة عمومية بل ولا فرادية، فوقعوا في الفوضى وتصادمت الإرادات ومرجت العقول، فارتكسوا في غيهم يعمهون وفي ضلالهم يترددون فإن الله بحكمته ورحمته خلق الإنسان ووضع فيه الشهوة التي تدعوه إلى جميع ما تشتهيه النفس، وعند الاسترسال مع هذه القوة لا يقف عند حد الاعتدال الواجب، بل توقعه في فساد عريض.

ولكن من رحمته وضع فيه العقل الذي يميز به بين الأمور النافعة التي ينبغي إيثارها والأمور الضارة التي عليه اجتنابها فوقف العقل الصحيح معدلاً للشهوة ومانعًا لها من الاسترسال المهلك بما يشاهده من أضرار وأخبار، ورغب في خير الدنيا والآخرة لمن آثر ما يدعو إليه العقل والشرع من الخير والاحتماء عن الشر وتقديم الوازع الديني العقلي على الوازع البهيمي بما له من الآثار الجميلة عاجلاً أو آجلا قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 37-39] فهذا جزاء الطاغي المسترسل مع الشهوات البهيمية الداعية إلى الطغيان ثم قال: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41].

فهذا جزاء من قدم خوف الله على رغباته المطلقة الضارة، وراقب نفسه عن جماحها في الهوى المردي، فإن الهوى يدعو صاحبه إلى ترك الواجبات والمستحبات طلبًا للراحة الحاضرة وإيثارًا للكسل وإلى التجرئ على المحرمات التي في النفس داع قوي إليها، فإذا لم يكبحه بخوف الله وخشية العقوبة استرسل به إلى الطغيان فلم يتورع عن محرم، ولم يقم بواجب وهذا هو الهلاك الأبدي، فإذا خاف ربه وراقبه وعلم ما عليه من الواجبات وما هو محتم عليه من ترك المحرمات، وجاهد نفسه وهواه على القيام بذلك فقد أفلح وأنجح وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء([1]).



([1]) المصدر السابق (155).

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Tue, 25 Dec 2012 17:09:18 +0000
الإسلام مستقل كامل في عباداته ومعاملاته ونظمه كلها http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/416-2012-12-25-17-01-06.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/416-2012-12-25-17-01-06.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

الإسلام مستقل كامل في عباداته ومعاملاته ونظمه كلها

قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] وهذا يشمل الكمال من كل وجه، وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] أي أكمل وأتم وأصلح من العقائد والأخلاق والأعمال والعبادات والمعاملات، والأحكام الشخصية، والأحكام العمومية قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50] وهذا يشمل جميع ما حكم به، وأنه أحسن الأحكام وأكملها وأصلحها للعباد، وأسلمها من الخلل والتناقض، ومن الشر والفساد، إلى غير ذلك من الآيات البينات العامة والخاصة.

أما عقائد هذا الدين وأخلاقه وآدابه ومعاملاته، فقد بلغت من الكمال والحسن والنفع والصلاح، الذي لا سبيل إلى الصلاح بغيره مبلغًا لا يتمكن عاقل من الريب فيه، ومن قال سوى ذلك فقد قدح بعقله وبين سفهه ومكابرته للضرورات.

وكذلك أحكامه السياسية ونظمه الحكمية والمالية مع أهله ومع غيرهم فإنها في نهاية الكمال والإحكام والسير في صلاح البشر كلهم، بحيث يجزم كل عارف منصف أنه لا وسيلة لإنقاذ البشر من الشرور الواقعة، والتي ستقع إلا باللجوء إليه والاستظلال بظله الظليل، المحتوي على العدل والرحمة والخير المتنوع للبشر، المانع من الشر وليس مستمدًا من نظم الخلق وقوانينهم الناقصة الضئيلة، ولا حاجة به إلى موافقة شيء منها، بل هي في أشد الضرورات إلا الاستمداد منه، فإنها تنزيل العزيز العليم الحكيم العالم بأحوال العباد. ظاهرها وباطنها، وما يصلحها وينفعها.

وما يفسدها ويضرها، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم وأعلم بأمورهم فشرع لهم شرعًا كاملاً مستقلاً في أصوله وفروعه، فإذا عرفوه وفهموه وطبقوا أحكامه على الواقع صلحت أمورهم فإنه كفيل بكل خير، ومتى أردت معرفة ذلك فانظر إلى أحكامه حكمًا حكمًا في سياسة الحكم والمال والحقوق والدماء والحدود، وجميع الروابط بين الخلق تجدها هي الغاية، التي لو اجتمعت عقول الخلق على أن يقترحوا أحسن منها أو مثلها تعذر عليهم واستحال.

وبهذا وشبه نعرف غلط من يريد نصر الإسلام بتقريب نظمه إلى النظم التي جرت عليها الحكومات ذات القوانين والنظم المقصورة فإنها هي التي تتقوى وتقوى إذا وافقته في بعض نظمها، وأما الإسلام فإنه غني عنها، مستقل بأحكامه لا يضطر إلى شيء منها، ولو فرض موافقته لها في بعض الأمور، فهذا من المصادفات التي لا بد منها، وهو غني عنها في حال موافقتها أو مخالفتها فعلى من أراد أن يشرح الدين ويبين أوصافه أن يبحث فيه بحثًا مستقلاً لا يربطه بغيره أو يعتز بغيره، فإن هذا نقص في معرفته وفي الطريق التي يبصر بها، وقد ابتلي بهذا كثير من العصريين بنية صالحة، ولكنهم مغرورون مغترون بزخارف المدينة الغربية التي بنيت على تحكيم المادة وفصلها عن الدين فعادت إلى ضد مقصودها فذهب الدين ولم تصلح لهم الدنيا.

ولم يستطيعوا أن يعيشوا فيها عيشة هنيئة ولا يحيوا حياة طيبة، ولله عواقب الأمور.

أما الإسلام فقد ساوى بين البشر في كل الحقوق فليس فيه تعصب نسب، ولا عنصر، ولا قطر ولا غيرها، بل جعل أقصاهم وأدناهم في الحق سواء، وأمر الحكام بالعدل التام على كل أحد في كل شيء، وأمر المحكومين بالطاعة التي يتم بها التعاون والتكافل، وأمر الجميع بالشورى التي تستبين بها الأمور وتتضح فيها الأشياء النافعة فتؤثر، والضارة فتترك([1]).



([1]) الرياض الناضرة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله (ص169).

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Tue, 25 Dec 2012 16:59:19 +0000
من مزايا الدين الإسلامي http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/415-2012-12-25-16-52-14.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/415-2012-12-25-16-52-14.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

من مزايا الدين الإسلامي

1- لا يوجد دين من الأديان يؤاخي العقل والعلم في كل ميدان إلا الإسلام.

2- ولا يوجد دين روحي مادي إلا الإسلام.

3- ولا يوجد دين يدعو إلى الحضارة والعمران إلا الإسلام.

4- ولا يوجد دين شهد له فلاسفة العالم المتحضر إلا الإسلام.

5- ولا يوجد دين يسهل إثباته بالتجربة إلا الإسلام.

6- ولا يوجد دين من أصوله الإيمان بجميع الرسل والأنبياء والكتب الإلهية إلا الإسلام.

7- ولا يوجد دين جامع لجميع ما يحتاجه البشر إلا الإسلام.

8- ولا يوجد دين فيه من المرونة واليسر الشيء الكثير إلا الإسلام.

9- ولا يوجد دين تشهد له الاكتشافات العلمية إلا الإسلام.

10- ولا يوجد دين صالح لكل الأمم والأزمان إلا الإسلام.

11- ولا يوجد دين يسهل العمل به في كل حال إلا الإسلام.

12- ولا يوجد دين لا إفراط فيه ولا تفريط إلا الإسلام.

13- ولا يوجد دين حفظ كتابه المقدس إلا الإسلام.

14- ولا يوجد دين صرح كتابه المنزل بأنه عام لكل الناس إلا الإسلام.

15- ولا يوجد دين يأمر بجميع العلوم النافعة إلا الإسلام.

16- الحضارة الحاضرة قبس من الإسلام.

17- هذه الحضارة مريضة ولا علاج لها إلا الإسلام.

18- ما شهد التاريخ حضارة جمعت بين الروح والمادة إلا حضارة الإسلام.

19- السلام العالمي لا يتم إلا بالإسلام.

20- لا يوجد دين يسهل إثباته بالتحليل العلمي إلا الإسلام.

21- لا يوجد دين وحد قانون المعاملات بين البشر إلا الإسلام.

22- لا يوجد دين أزال امتياز الطبقات إلا الإسلام.

23- لا يوجد دين حقق العدالة الاجتماعية إلا الإسلام.

24- لا يوجد دين لا يشذ عن الفطرة في شيء إلا الإسلام.

25- لا يوجد دين منع استبداد الحكام وأمر بالشورى إلا الإسلام.

26- لا يوجد دين أمر بالعدالة مع الأعداء إلا الإسلام.

27- لا يوجد دين بشرت به الكتب السماوية إلا الإسلام.

28- لا يوجد دين أنقذ المرأة في أدوارها: أمًّا وزوجة وبنتًا إلا الإسلام.

29- لا يوجد دين ساوى بين الأبيض والأسود والأصفر والأحمر إلا الإسلام.

30- لا يوجد دين أمر بالتعليم وحرم كتمان العلم النافع إلا الإسلام.

31- لا يوجد دين قرر الحقوق الدولية إلا الإسلام.

32- لا يوجد دين توافق أوامره ما اكتشفه الطب الحديث إلا الإسلام.

33- لا يوجد دين أنقذ الرقيق من المعاملات الوحشية وأمر بمساواته لسادته وحض على اعتاقه إلا الإسلام.

34- لا يوجد دين قرر سيادة العقل والخضوع لحكمه إلا الإسلام.

35- لا يوجد دين ينقذ الفقراء والأغنياء بفرض جزء من مال الأغنياء يعطي للفقراء إلا الإسلام.

36- لا يوجد دين قرر من الأخلاق مقتضى الفطرة والحكمة الإلهية، فللشدة موقف وللرحمة موقف إلا الإسلام.

37- لا يوجد دين أمر بالإحسان والرفق بجميع الخلق إلا الإسلام.

38- لا يوجد دين قرر أصول الحقوق المدنية على قواعد فطرية إلا الإسلام.

39- لا يوجد دين اعتنى بصحة الإنسان وثروته إلا الإسلام.

40- لا يوجد دين أثر في النفوس والأخلاق والعقول كالإسلام([1]).




([1]) التفسير العصري القديم (ج3) وانظر كتاب الإسلام والرسول في نظر منصفي الشرق والغرب تأليف أحمد بن حجر آل بوطامي قاضي المحكمة الشرعية بدولة قطر (117-119).

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Tue, 25 Dec 2012 16:51:51 +0000
حق المسلم على المسلم http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/414-2012-12-25-16-49-49.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/414-2012-12-25-16-49-49.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

حق المسلم على المسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- «حق المسلم على المسلم ست» قيل يا رسول الله وما هن؟ قال: «إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فأتبعه» رواه مسلم.

هذه الحقوق الستة من قام بها في حق المسلمين كان قيامه بغيرها أولى وحصل له أداء هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والأجر العظيم من الله تعالى.

1- الأولى: إذا لقيته فسلم عليه فإن السلام سبب للمحبة التي توجب الإيمان بالله الذي يوجب دخول الجنة كما قال –صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم.

والسلام من محاسن الإسلام فإن كل واحد من المتلاقيين يدعو للآخر بالسلامة من الآفات والشرور وبالرحمة والبركة الجالبة لكل خير ويتبع ذلك من البشاشة وألفاظ التحية المناسبة ما يوجب التآلف والمحبة ويزيل الوحشة والتقاطع فالسلام حق للمسلم على المسلم، وعلى المسلم عليه رد التحية بمثلها أو أحسن منها وخير الناس وأولاهم بالله من بدأهم بالسلام.

2- وإذا دعاك فأجبه أي دعاك لدعوة طعام أو شراب فأجبر خاطر أخيك الذي أكرمك بالدعوة وأجبه لذلك. إلا أن يكون لك عذر شرعي، قال النبي –صلى الله عليه وسلم- «من دعاكم فأجيبوه» رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.

3- وإذا استنصحك فانصح له أي إذا استشارك في عمل من الأعمال هل يعمله أم لا؟ فانصح له بما تحب لنفسك فإن كان العمل نافعًا من كل وجه فحثه على فعله وإن كان مضرًا فحذره منه وإن احتوى على نفع وضر فاشرح له ذلك ووازن بين المنافع والمضار والمصالح والمفاسد وكذلك إذا شاورك في معاملة أحد من الناس أو التزوج منه أو تزويجه فأظهر له محض نصحك واعمل له من الرأي ما تعمله لنفسك وإياك أن تغشه في شيء من ذلك فمن غش المسلمين فليس منهم وقد ترك واجب النصيحة وهذه النصيحة واجبة على كل حال ولكنها تتأكد إذا استنصحك وطلب منك الرأي النافع ولهذا قيده بهذه الحالة التي تتأكد وفي الحديث: «الدين النصيحة» قالها ثلاثًا رواه مسلم.

4- الرابعة: إذا عطس فحمد الله فشمته وذلك أن العطاس نعمة من الله بخروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان يسر الله لها منفذًا تخرج منه فيستريح العاطس فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة وشرع لأخيه المسلم أن يقول له يرحمك الله وأمره أن يجيبه بقوله يهديكم الله ويصلح بالكم فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت ولا يلومن إلا نفسه فهو الذي فوت على نفسه النعمتين نعمة الحمد ونعمة دعاء أخيه المرتب على الحمد وسمي الدعاء للعاطس بالرحمة تشميت لأنه دعاء له بما يزيل عنه شماتة الأعداء وهي فرحهم بما يصيبه وبالسين المهملة، فيكون دعاء له بحسن السمت وهو السداد والاستقامة.

5- الخامسة: قوله إذا مرض فعده فإن عيادة المريض وزيارته من حقوق المسلم وخصوصًا من له حق عليك متأكد كالقريب والجار والنسيب والصاحب وهي من أفضل الأعمال الصالحة ومن عاد أخاه المسلم لم يزل يخفى في الرحمة فإذا جلس عنده غمرته الرحمة ومن عاده في أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي ومن عاده آخر النهار صلت عليه الملائكة حتى يصبح كما في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود، وينبغي للعائد أن يشرح خاطر المريض بالبشارة بالعافية، والدعاء له بالشفاء، ويذكره التوبة والإنابة إلى الله والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار ويأمره بالوصية النافعة ولا يطيل عنده الجلوس بل بقدر العيادة إلا أن يؤثر المريض كثرة تردده وجلوسه عنده فلكل مقام مقال.

6- السادسة: من حق المسلم على المسلم اتباع جنازته إذا مات فإن من اتبع الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط من الأجر فإن تبعها حتى تدفن فله قيراطان كل قيراط مثل الجبل العظيم واتباع الجنازة فيه حق لله وحق للميت وحق لأقاربه الأحياء اهـ من بهجة قلوب الأبرار لابن سعدي ببعض تصرف.

ما يستفاد من هذا الحديث:

1- الإرشاد إلى حق المسلم على أخيه المسلم حيث ربط بينهما الإسلام.

2- استحباب إفشاء السلام وإجابة الدعوة والنصح للمسلم وتشميت العاطس وعيادة المريض واتباع الجنازة.

3- فضل هذه الأشياء والحث عليها.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Tue, 25 Dec 2012 16:49:26 +0000
تحية الإسلام الخالدة http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/412-2012-12-25-16-14-06.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/39-2010-04-07-13-26-34/412-2012-12-25-16-14-06.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

تحية الإسلام الخالدة

السلام تحية المسلمين وأتم هذه التحية وأكملها (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فهو دعاء للمسلم عليه بالسلامة والرحمة والبركة.

والسلام اسم من أسماء الله الحسنى والسلام من محاسن الإسلام ومن حق المسلم على أخيه المسلم وابتداؤه سنة عند اللقاء على من عرفت ومن لم تعرف من صغير وكبير وغني وفقير وشريف ووضيع وهو يتضمن تواضع المسلم وأنه لا يتكبر على أحد فمن بدأ الناس بالسلام فقد برئ من الكبر([1]) وأولى الناس بالله من بدأهم بالسلام([2]) وأبخل الناس الذي يبخل بالسلام([3]) وإفشاء السلام من أسباب المحبة والألفة بين المسلمين الموجبة للإيمان الذي يوجب دخول الجنة والنجاة من النار كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم»([4]) وعلى المسلم عليه رد السلام بمثله أو بأحسن منه.

قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] هذه تحية المسلمين التي جاء بها الإسلام {تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور: 61] بخلاف تحية اليهود والنصارى، فتحية اليهود الإشارة بالأصابع وتحية النصارى الإشارة بالأكف وقد نهينا عن تقليدهم ومشابهتهم وأن نبدأهم الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى بالسلام قال –صلى الله عليه وسلم-: «ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأكف »([5])، وقال لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام([6]) وقال: «من تشبه بقوم فهو منهم»([7]) والله تعالى هو السلام ومنه السلام.

وتحية المسلمين في الدنيا والآخرة هي السلام {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: 44] {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا}[الواقعة: 25، 26] يسلم عليهم الرب الكريم وتسلم عليهم الملائكة ويسلم بعضهم على بعض وقد سلموا من كل آفة ونقص وقال الشاعر:

فالدار دار سلامة وخطابهم فيها سلام، واسم ذي الغفران يا أخي المسلم إذا كان هذا شأن الإسلام دين المحبة والسلام دين الألفة والإخاء والعاقبة الحميدة والراحة التامة والكرامة الدائمة والخلود في النعيم فما أجدرنا نحن المسلمين بتطبيق تعاليمه والعمل بأحكامه والسير على مناهجه، اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام وسلمنا من كل مكروه.

صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



([1]) رواه البيهقي في شعب الإيمان.

([2]) رواه أبو داود والترمذي وحسنه.

([3]) رواه الطبراني بإسناد جيد.

([4]) رواه مسلم.

([5]) رواه الترمذي والطبراني ورمز السيوطي لضعفه وله شاهد من حديث جابر مرفوعًا التسليم بأصبع واحد فعل اليهود رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح.

([6]) رواه مسلم وغيره.

([7]) رواه أحمد وأبو داود وحسنه السيوطي وصححه ابن حبان.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) التعريف بالإسلام Tue, 25 Dec 2012 16:13:45 +0000